__________________
من قاتله في حروبه في الجمل وصفين وغيرهما » فتح الباري ١٢ : ٢٩٩.
وقال ـ أيضاً ـ بعد أن ذكر حديث عمّار : « وفي هذا الحديث علم من أعلام النبوّة ، وفضيلة ظاهرة لعليّ ولعمّار ، ورد على النواصب الزاعمين أنّ عليّاً لم يكن مصيباً في حروبه » فتح الباري ١٢ : ١١٣.
وفي هذا يشير ابن حجر إلى عثمان الخميس ومن على شاكلته الذين يدافعون عن معاوية بن أبي سفيان حيفاً على علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وعلى الذين يمدحون صلح الحسن عليهالسلام نكاية بعلي بن أبي طالب ، وطعناً مبطناً في حربه على بغاة الجمل وصفين الذين فرّقوا كلمة المسلمين ، واستباحوا دماء المسلمين لأجل مصالحهم الخاصّة ومنافعهم الآنية.
٩ ـ وقال الإمام شمس الدين الشربيني : « فصل : في قتال البغاة :
جمع باغ ، والبغي الظلم ومجاوزة الحدّ ، سُمّوا بذلك لظلمهم وعدولهم عن الحقّ ، والأصل فيه آية ( وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا ) .. ( ويقاتل أهل البغي ) وجوباً كما استفيد من الآية المتقدمة ، وعليها عول عليّ ـ رضي اللّه تعالى عنه ـ في قتال صفين والنهروان » الاقناع ٢ : ٢٢.
١٠ ـ وقال الشيخ ملاّ علي القاري : ( .. « تقتلك الفئة الباغية » أي الجماعة الخارجة على إمام الوقت وخليفة الزمان ، قال الطيّبي : ترّحم عليه بسبب الشدة التي يقع فيها عمار من قبل الفئة الباغية ، يريد به معاوية وقومه فإنّه قتل يوم صفين.
وقال ابن مالك : اعلم أنّ عمّاراً قتله معاوية وفئته ، فكانوا طاغين باغين بهذا الحديث؛ لأنّ عمّاراً كان في عسكر عليّ ، وهو المستحقّ للإمامة فامتنعوا عن بيعته.