ربّه عديد المرّات ، وبعد فرض الخمس صلوات ، طلب موسى عليهالسلام من محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يُراجع ربّه للتخفيف؛ لأنّ أُمّته لا تطيق حَتّى خمس صلوات ، ولكن محمّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم أجابه : « قد استحييت من رَبّي » (١).
نعم ، اقرأ واعجب من هذه العقائد التي يقول بها رواة أهل السنّة والجماعة! ومع ذلك فهم يشنّعون على الشيعة أتباع أئمة أهل البيت في القول بالبداء.
وهم في هذه القصّة يعتقدون بأنّ اللّه سبحانه فرض على محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم خمسين صلاة ، ثمّ بدا له بعد مراجعة محمّد إيّاه أن جعلها أربعين ، ثمّ بدا له بعد مراجعة ثانية أن جعلها ثلاثين ، ثمّ بدا له بعد مراجعة ثالثة أن جعلها عشرين ، ثمّ بدا له بعد مراجعة رابعة أن جعلها عشراً ، ثمّ بدا له بعد مراجعة خامسة أن جعلها خمساً.
وبغضّ النظر عن قبولنا بهذه الرواية وعدمه ، فإنّ القول بالبداء عقيدة سليمة تتماشى ومفاهيم الدين الإسلامي وروح القرآن : ( إنَّ اللّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْم حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأنفُسِهِمْ ) (٢).
ولولا اعتقادنا ـ سنّة وشيعة ـ بأنّ اللّه سبحانه يبدّلُ ويُغيّر ، لما كان لصلاتنا ودعائنا من فائدة ولا تعليل ولا تفسير ، كما أنّنا نؤمن
__________________
١ ـ المصدر السابق.
٢ ـ الرعد : ١١.