وتفيد بأنّ الأُمّة لابدّ لها بعد فقد نبيّها أن ترجع إلى الأئمة من أهل البيت لمعرفة الحقائق ، وقد رجع الصحابة رضي اللّه تعالى عنهم إلى الإمام عليّ بن أبي طالب ليبيّن لهم ما أشكل عليهم ، كما رجع الناس على مرّ السنين إلى الأئمة من أهل البيت لمعرفة الحلال والحرام ، ولينْهلوا من معارفهم وعلومهم وأخلاقهم.
وإذا كان أبو حنيفة يقول : « لولا السنتان لهلك النعمان » (١) يقصد بذلك العامين الذين قضاهما في التعلّم من الإمام جعفر الصادق.
وإذا كان الإمام مالك بن أنس يقول : « مارأتْ عينٌ ، ولا سمعتْ أذنٌ ، ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر الصادق فضلاً وعلماً
__________________
١ ـ اعترف الدهلوي بأنّ علماء أهل السنّة ورؤساءهم كالزهري وأبي حنيفة ومالك تتلمذوا على أئمة أهل البيت عليهمالسلام التحفة الاثني عشرية : ٩٣ و ٤٦٧ ، ومختصرها للآلوسي : ٣٤ و ١٩٣.
وجاء في مختصر التحفة الاثني عشرية للآلوسي : « وهذا أبو حنيفة ... كان يفتخر ويقول بأفصح لسان : لولا السنتان لهلك النعمان ، يريد السنتين اللتين صحب فيهما لأخذ العلم الإمام جعفر الصادق ، وقال غير واحد إنّه أخذ العلم والطريقة من هذا ومن أبيه الإمام محمّد الباقر ... » التحفة الاثني عشرية : ١٤٣ ، ومختصرها : ٨.
واعترف محمّد أبو زهرة بأنّ أئمة السنّة الذين عاصروا الإمام الصادق عليهالسلام أخذوا عنه ، كمالك وأبي حنيفة انظر : الإمام الصادق لأبي زهرة : ٥٣.