وإخراجهم من الظلمات
إلى النور ، وإعطائهم العلاج النافع لأمراضهم النفسية ، وتوضيح الطريقة المثلى
للحياة السعيدة ، قال تعالى : ( إنّ هذا القرآن يهدي
للّتي هي أقومُ ).
ويختم الإمام عليّ بيانه بأنّ الاعتقاد
بالجبر هو نفس الاعتقاد بخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلاً ، وهو كفرّ توعّد
اللّه القائلين به بالنار.
وإذا محّصنا قول الشيعة في القضاء
والقدر وجدناه قولاً سديداً ورأياً رشيداً ، فبينما فرّطت طائفة فقالت بالجبر ، وأفرطت
أُخرى فقالت بالتفويض ، جاء أئمة أهل البيت سلام اللّه عليهم ليصحّحوا المفاهيم
والمعتقدات ، ويرجعوا بهؤلاء وأُولئك ، فقالوا : « لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين
أمرين ».
وقد ضرب الإمام جعفر الصادق لذلك مثلاً
مبسّطاً يفهمه كلّ الناس وعلى قدر عقولهم ، فقال للسائل عندما سأله : ما معنى قولك
: « لا جبر ولا تفويض ولكن أمرٌ بين أمرين »؟ أجابه عليهالسلام
: « ليس مشيُك على الأرض كسقوطك عليها ».
ومعنى ذلك أنّنا نمشي على الأرض
باختيارنا ، ولكنّنا عندما
__________________