وإخراجهم من الظلمات إلى النور ، وإعطائهم العلاج النافع لأمراضهم النفسية ، وتوضيح الطريقة المثلى للحياة السعيدة ، قال تعالى : ( إنّ هذا القرآن يهدي للّتي هي أقومُ ) (١).
ويختم الإمام عليّ بيانه بأنّ الاعتقاد بالجبر هو نفس الاعتقاد بخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلاً ، وهو كفرّ توعّد اللّه القائلين به بالنار.
وإذا محّصنا قول الشيعة في القضاء والقدر وجدناه قولاً سديداً ورأياً رشيداً ، فبينما فرّطت طائفة فقالت بالجبر ، وأفرطت أُخرى فقالت بالتفويض ، جاء أئمة أهل البيت سلام اللّه عليهم ليصحّحوا المفاهيم والمعتقدات ، ويرجعوا بهؤلاء وأُولئك ، فقالوا : « لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين » (٢).
وقد ضرب الإمام جعفر الصادق لذلك مثلاً مبسّطاً يفهمه كلّ الناس وعلى قدر عقولهم ، فقال للسائل عندما سأله : ما معنى قولك : « لا جبر ولا تفويض ولكن أمرٌ بين أمرين »؟ أجابه عليهالسلام : « ليس مشيُك على الأرض كسقوطك عليها ».
ومعنى ذلك أنّنا نمشي على الأرض باختيارنا ، ولكنّنا عندما
__________________
١ ـ الإسراء : ٩.
٢ ـ الكافي ١ : ١٦٠ ح ١٣ ، التوحيد للصدوق : ٣٦٢ ح ٨.