قلت : ما دمت تؤمن بأنّها مكتوبة فسوف لن آكلها ، ولفظتها.
قال : سبحان اللّه! إذا كان الشي غير مكتوب لك يُخرجه اللّه حتى من بطنك.
قلت : إذاً سآكلها والتقطتها من جديد لأثبت بأنّي مخيّر في أكلها أو تركها ، بقي صديقي يرقبني حتى مضغتها وابتلعتها ، عند ذلك قال : هي واللّه كاتبة لك ( يقصد كتبها اللّه إليك ) ، وانتصر عليّ بتلك الطريقة؛ لأنه لا يمكن لي بعد ، أن أخرج التمرة من جوفي.
نعم ، هذه عقيدة أهل السنّة في خصوص القضاء والقدر ، أو قل : هذه عقيدتي عندما كنتُ سنياً.
ومن الطبيعي أن أعيش بهذه العقيدة مشوّش الفكر بين المتناقضات ، ومن الطبيعي أن نبقى في جمود دائم وننتظر أن يغيّر اللّه ما بنا عوض أن نغيّر نحن ما بأنفسنا لكي يغيّر اللّه ما بنا ، ونتهرّب من المسؤولية التي تحمّلناها ونلقي بها عليه سبحانه ، فإذا قلت للزاني أو للسارق أو حتى للمجرم الذي اغتصب فتاة قاصرة وقتلها بعد شهوته فسيجيبك : اللّه غالب ، قدّر ربّي. سبحان هذا الربّ الذي يأمر الإنسان بدفن ابنته ثمّ يسأله بأيّ ذنب قتلت؟! سبحانك إن هذا إلاّ بهتان عظيم!
ومن الطبيعي أن يزدري بنا علماء الغرب ويضحكون لسخافة