__________________
المحدّث بالفتح هو الرجل الصادق الظنّ ، وهو من اُلقي في روعه شيء من قبل الملأ الأعلى ... وقيل مكلّم ، أي تكلّمه الملائكة بغير نبّوة ، وهذا ورد في حديث أبي سعيد الخدري ... ولفظه : قيل : يارسول اللّه وكيف يحدّث؟ قال : تتكلّم الملائكة على لسانه ، رويناه في فوائد الجوهري » فتح الباري ٧ : ٦٢ كتاب فضائل أصحاب النبي ، في مناقب عمر.
وذكر القسطلاني في إرشاد الساري ٨ : ٢٠٤ نحوه وقال : « وليس قوله : فإن يكن ، للترديد ، بل للتأكيد ، كقولك : إن يكن لي صديق ففلان ، إذ المراد اختصاصه بكمال الصداقة لا نفي الأصدقاء ، وإذا ثبت أنّ هذا وجد في غير هذه الأُمّة المفضولة فوجوده في هذه الأُمّة الفاضلة أحرى ».
وقال المناوي : ٦٠٩٧ : « وقد كان فيما مضى قبلكم من الأُمم ... أُناس محدّثون ، قال القرطبي : الرواية بفتح الدال اسم مفعول جمع محدّث بالفتح ، شيء على وجه الإلهام والمكاشفة من الملأ الأعلى ... أو تكلمه الملائكة بلا نبّوة. ومعنى هذا الخبر قد تحقق ووجد في عمر قطعاً ، وإن كان النبي لم يجزم بالوقوع ، دلّ على وقوعه لعمر أشياء كثيرة » فيض القدير في شرح الجامع الصغير ٦ : ٦٦٤.
إلى غير ذلك من الروايات الكثيرة وكلمات علماء السنّة التي تصرّح بأنّ عمر بن الخطاب محدّث ، تحدّثه الملائكة ، لا أنّه يراها فقط.
فإذا كان هناك روايات عند أهل السنّة تصرّح بذلك ، فلا معنى لإلقاء التهم على الشيعة والطعن فيهم والتحامل عليهم بأنُهم لا يؤمنون بانقطاع الوحي ، فإن كان تحديث الملائكة لشخص يعني عدم الإيمان بانقطاع الوحي ، فهذا مشترك بين السنّة والشيعة ؛ لأنّه كما توجد روايات عند الشيعة بتحديث