__________________
الملكوتية ، فالوحي بالرسالة لا ينزل ولا يأتي إلاّ للأنبياء المرسلين المأمورين بتبليغ شرائع اللّه ، وبما أنّ آخر الأنبياء نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد ختمت رسالته جميع الرسائل ، فلا يوجد وحي بعدها ولا تأتي رسالة سماوية أُخرى ، ولكن هناك عبادٌ صالحون وأئمة مطهّرون معصومون يرون الملائكة ويحدّثونهم ويتعلّمون منهم ، وهذا شيء لا ربط له بالوحي الخاصّ الذي ينزل بالرسالة السماوية ، والقرآن شاهد على ذلك ، فهذه مريم عليهاالسلام رأت ملكاً يبشّرها بعيسى عليهالسلام وهي ليست نبيّة ، ورأت زوجة إبراهيم عليهالسلام الملك وبشّرها بإسحاق ويعقوب ، ورأت زوجة لوط الملائكة وأخبرت قومها بهم ، ورأى السامري الملك وأخذ قبضة من أثره ، مع أنّ هؤلاء جميعاً ليسوا أنبياء.
وجاء في صحيح مسلم ٧ : ٧٢ ، كتاب الفضائل ، باب قتال جبريل وميكائيل عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم أحد : « عن سعد بن أبي وقاص قال : رأيت عن يمين رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وعن شماله يوم أُحد رجلين عليهما ثياب بيض ما رأيتهما قبل ولا بعد ، يعني جبرئيل وميكائيل عليهماالسلام ».
قال النووي : « وفيه فضيلة الثياب البيض ، وأنّ رؤية الملائكة لا تختصّ بالأنبياء ، بل يراهم الصحابة والأولياء ، وفيه منقبة لسعد ابن أبي وقاص الذي رأى الملائكة » ١ : ٦٦.
وجاء في صحيح البخاري ٤ : ٢٠ كتاب المناقب ، باب مناقب عمر عن أبي هريرة قال : « قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : لقد كان فيما قبلكم من الأُمم ناس محدّثون ، فإن يك في أُمتي أحد فإنّه عمر ».
قال ابن حجر في شرحه للرواية : « قوله : محدّثون ، بفتح الدال ... قالوا