وفي الزنا قال : ( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا ) (١) ، وهو أيضاً دليل الاختيار.
وفي الخمر قال : ( إنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ فِي الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أنْتُمْ مُنتَهُونَ ) (٢) وهي أيضاً تنهى بمعنى الاختيار.
أما قتل النفس فقد قال فيها : ( وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إلاّ بِالحَقِّ ) (٣) وقال : ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً ) (٤) ، فهذه أيضاً تفيد الاختيار في القتل.
وحتى بخصوص الأكل والشرب ، فقد رسم لنا حدوداً فقال : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إنَّهُ لا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ ) (٥) ، فهذه أيضاً بالاختيار.
فكيف ياسيّدي بعد هذه الأدلّة القرآنية بأنّ كلّ شيء من اللّه ، والعبد مسيّر في كلّ أفعاله؟
__________________
١ ـ الإسراء : ٣٢.
٢ ـ المائدة : ٩١.
٣ ـ الأنعام : ١٥١.
٤ ـ النساء : ٩٣.
٥ ـ الأعراف : ٣١.