غيرهم ، فيقولون : هذا موضوع لا يجب الخوض فيه ، وبعضهم يحرّم الخوض فيه ويقول : يجب على المسلم أن يؤمن بالقضاء والقدر خيره وشرّه ، وأنّه من عند اللّه.
وإذا ماسألهم معاند : كيف يجبر اللّه عبده على ارتكاب جريمة ثمّ يزجّ به في نار جهنم؟ اتهموه بالكفر والزندقة والخروج عن الدين إلى غير ذلك من التهم الباردة.
فجمدت العقول وتحجرت ، وأصبح الإيمان بأنّ الزواج بالمكتوب ، والطلاق بالمكتوب ، وحتى الزنا فهو مكتوب ، إذ يقولون : مكتوب على كلّ فرج اسم ناكحه ، وكذلك شرب الخمر ، وقتل النفس ، وحتى الأكل والشرب ، فلا تأكل ولا تشرب إلاّ ما كتب اللّه لك!
قلت لبعض علمائنا بعد استعراض كلّ هذه المسائل : إنّ القرآن يكذّب هذه المزاعم ، ولا يمكن للحديث أن يناقض القرآن! قال تعالى في شأن الزواج : ( فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ ) (١) فهذا يدلّ على حريّة الاختيار.
وفي شأن الطلاق : ( الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوف أوْ تَسْرِيحٌ بِإحْسَان ) (٢) وهو أيضاً اختيار.
__________________
١ ـ النساء : ٣.
٢ ـ البقرة : ٢٢٩.