إلى ذلك سبيلاً ، دون فرض لرأيي ، بل ومع احترامي لرأي غيري ، فاللّه وحده الهادي وهو الذي يتولّى الصالحين.
وقد اعترض البعض على عنوان الكتاب السابق « ثمّ اهتديت »؛ لانطوائه على غموض قد يبعث على التأمّل والتساؤل حول ما إذا كان الآخرون على ضلالة؟ وما مدلول تلك الضلالة إن قُصد هذا المعنى؟
وعلى هذا الاعتراض أُجيب موضحاً :
أولاً : جاء في القرآن الكريم لفظ الضلالة بمعنى النسيان ، قال تعالى : ( قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَاب لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى ) (١) ، وقال عزَّ وجلّ : ( أنْ تَضِلَّ إحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إحْدَاهُمَا الاُخْرَى ) (٢).
كما ورد في القرآن الكريم لفظ الضلالة تعبيراً عن حالة التحقيق والبحث والتفتيش ، قال تعالى مخاطباً رسوله الكريم : ( وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى ) (٣) ، أي وجدك تبحث عن الحقيقة فهداك إليها.
والمعروف من سيرته صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قبل نزول الوحي عليه كان يهجر قومه في مكّة ليختلي في غار حرّاء الليالي العديدة باحثاً عن الحقيقة.
__________________
١ ـ طه : ٥٢.
٢ ـ البقرة : ٢٨٢.
٣ ـ الضحى : ٧.