للسلطان لنيل الدنيا ، ولذلك اضطربتْ الأحاديث وتناقضت وانقسمت الأُمّة إلى مذاهب ، فما ثبت عند هذا المذهب لم يثبتْ عند غيره ، وما صحّحه هذا يكذّبه ذاك.
فكيف نُصدّق بأنّ رسول اللّه قالَ : « تركتُ كتاب اللّه وسنّتي » ، وهو الذي كان يعلمُ بأنّ المنافقين والمنحرفين سوف يكذبون عليه ، وقد قال : « كثرتْ علىّ الكذّابة ، فمن كذب علىّ فليتبوأ مقعده من النار » (١).
فإذا كانت الكذّابة قد كثرت في حياته ، فكيف يُكلّف أُمّتهُ بإتّباع سنّته ، وليس لهم معرفة بصحيحها من سقيمها ، وغثّها من سمينها؟!
الوجه السادس :
يروي أهل السنّة والجماعة في صحاحهم بأنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ترك ثقلين ، أو خليفتين ، أو شيئين ، فمرّة يروون كتاب اللّه وسنّة رسوله ، ومرّة يروون عليكم بسنّتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي (٢) ، ومعلوم بالضرورة أنّ الحديث التالي يضيف إلى كتاب اللّه
__________________
١ ـ صحيح البخاري ١ : ٣٥كتاب العلم ، باب اثم من كذب على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مسند أحمد ١ : ٧٨ ، سنن الدارمي ١ : ٧٦ ، باختلاف في الألفاظ ، ومن دون قوله : ( كثرت عليّ الكذابة ).
٢ ـ مسند أحمد ٤ : ١٢٦ ، سنن أبي داوود ٤٦٠٧ ، سنن الترمذي ٤ : ١٤٩