ولكنّ عمر بعد ذلك اقتنع بتأويل أبي بكر للحديث الذي رواه ، وقول أبي بكر بأنّ الزكاة هي حقّ المال ، ولكنّهم غفلوا أو تغافلوا عن سنّة الرسول الفعلية التي لا تقبل التأويل ، وهي قصّة ثعلبة الذي امتنع عن دفع الزكاة لرسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ونزل فيه قرآن ، ولم يقاتله رسول اللّه ولا أجبره على دفعها (١).
وأين أبو بكر وعمر عن قصة أُسامة بن زيد الذي بعثه رسول اللّه في سرية ، ولمّا غشىَ القوم وهزمهم لحق رجلاً منهم ، فلمّا أدركه قال : لا إله إلاّ اللّه! فقتله أُسامة ، ولمّا بلغ النبي ذلك قال : « يا أُسامة أقتلته بعدما قال : لا إله إلاّ اللّه »؟ قال : كان متعوّذاً. فما زال يكرّرها حتى تمنيتُ أنّي لم أكن أسلمتُ قبل ذلك اليوم (٢).
ولكلّ هذا لايمكن أن نصدّق بحديث « كتاب اللّه وسنّتي » لأنّ الصحابة أوّل من جهل السنّة النبوية ، فكيف بمن جاء بعدهم ، وكيف بمن بَعُدَ مسكنه عن المدينة؟
__________________
١ ـ تفسير ابن كثير ٢ : ٤٩٠ سورة التوبة ، آية ٧٥ ، الدر المنثور ٣ / ٤٦٧ ، التفسير الكبير ١٦ / ١٠٥ ، روح المعاني ١٠ / ٣٣٢ ، وغيرها من المصادر التي ذكرت سبب نزول الآية.
٢ ـ صحيح البخاري ٥ : ٨٨ ، باب قول اللّه تعالى : ( من أحياها ) ، وصحيح مسلم أيضاً١ : ٦٨ ، كتاب الإيمان ، باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال : لا إله إلاّ اللّه.