حديث يقول : « حدّثنا طلحة بن مصرف قال : سألت عبد اللّه بن أبي أوفى رضي اللّه عنهما : هل كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أوصى؟ فقال : لا ، فقلت : كيف كُتِبَ على الناس الوصية أو أمُروا بالوصيّةِ؟ قال : أوصَى بكتاب اللّه » (١).
ولا وجود لحديث لرسول اللّه يقول فيه : « تركتُ فيكم الثقلين كتاب اللّه وسنّتي » ، وحتّى على فرض وجود هذا الحديث في بعض الكتب فلا عبرة به ، لأنّ الإجماع على خلافه كما تقدّم.
ثمّ لو بحثنا في حديث « كتاب اللّه وسنّتي » (٢) لوجدناه لايستقيمُ مع الواقع ، لا نقلاً ولا عقلاً.
ولنا في ردّه بعض الوجوه :
الوجه الأول :
اتفق المؤرّخون والمحدّثون بأنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم منع من كتابة أحاديثه ، ولم يدّع أحد أنّه كان يكتب السنّة النبوية في عهده صلىاللهعليهوآلهوسلم ،
__________________
١ ـ صحيح البخاري ٣ : ١٨٦ ، كتاب الوصايا باب الوصايا ، وانظر : سنن الترمذي ٣ : ٢٩٣ ح ٢٢٠٢ ، سنن ابن ماجة ٢ : ٩٠٠ ح ٢٦٩٦ ، مسند أحمد ٤ : ٣٥٤.
٢ ـ أورده العقيلي في الضعفاء الكبير ٢ : ٢٥١ رقم ٨٠٤ ترجمة عبد اللّه بن داهر ، وابن عدي في الكامل في الضعفاء ٤ : ٦٩ ترجمة صالح بن موسى الطلحي.