مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) (١).
ولقد زاد اللّه سبحانه الإمام عليّ بالنسبة إلى كل الصحابة زاده بسطة في العلم ، فكان بحقّ « باب مدينة العلم » ، وكان هو المرجع الوحيد للصحابة بعد وفاة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان الصحابة كلّما عجزوا عن حلّ يقولون : « معضلة وليس لها إلاّ أبو الحسن » (٢).
وزاده بسطة في الجسم ، فكان بحقّ أسد اللّه الغالب ، وأصبحت قوّته وشجاعته مضرب الأمثال عبر الأجيال ، حتّى روى المؤرّخون فيها قصصاً تقارب المعجزات ، كاقتلاع باب خيبر وقد عجز عن تحريكه فيما بعد عشرون صحابياً (٣) ، واقتلاع الصنم الأكبر هبل (٤) من فوق سطح الكعبة ، وتحويل الصخرة العظيمة التي عجز الجيش كلّه عن تحريكها (٥) وغير ذلك من الروايات المشهورة.
وقد أشاد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بابن عمّه علي ، وأبان فضله وفضائله في كلّ
__________________
١ ـ البقرة : ٢٤٧.
٢ ـ راجع قول عمر في ذلك : أُسد الغابة ٤ : ٢٣ ، الإصابة ٤ : ٤٦٧ ، فتح الباري ١٣ : ٢٨٦ ، فيض القدير ٤ : ٤٧٠ ، الطبقات الكبرى ٢ : ٣٣٩ ، تاريخ دمشق ٤٢ : ٤٠٦ ، تهذيب الكمال للمزي ٢٠ : ٤٨٥.
٣ ـ المناقب للخوارزمي ١٧٢ ح ٢٠٧ ، تاريخ بغداد ١١ : ٣٢٣ ح ٦١٤٢ ، كشف الخفاء للعجلوني ١ : ٢٣٢ ح ٧١٠.
٤ ـ شرح النهج لابن أبي الحديد ١ : ٢١ المقدمّة.
٥ ـ المصدر نفسه.