وها هو سيّدنا يحيى بن زكريا ، وهو نبي وحصور ومن الصالحين ، يقتلُ ويهدى رأسه إلى بغي من بغايا بني إسرائيل.
وها هم اليهود والنصارى يتآمرون على قتل وصلب سيّدنا عيسى.
وها هي أُمّة محمّد تعد جيشاً قُوامه ثلاثين ألفاً لقتل الحسين ريحانة رسول اللّه وسيّد شباب أهل الجنة ، ولم يكن معه غير سبعين من أصحابه ، فقتلوهم جميعاً بما في ذلك أطفاله الرضّع.
فأيّ غرابة بعد هذا؟!
أيّ غرابة بعد قول الرسول لأصحابه : « ستتبعون سُنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه » ، قالوا : أتراهم اليهود والنصارى؟ قال : « فمن؟ » (١).
أيّ غرابة ونحن نقرأ في البخاري ومسلم قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « يؤتى بأصحابي يوم القيامة إلى ذات الشمال ، فأقول : إلى أين »؟ فيقال : إلى النار واللّه ، فأقول : « ياربّ هؤلاء أصحابي » ، فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : « سُحقاً لمن بدّل بعدي ، ولا آراه يخلص منهم
__________________
١ ـ صحيح البخاري ٨ : ١٥١ ، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنّة ، باب قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لتتبعن سنن ... ».