« الحزب المعارض » كما يقال اليوم ، وهم عليّ وسائر بني هاشم ومن يرى رأيهم ، لم يبق معنا من عُقدتْ له بيعة بالشورى والاختيار إلاّ علي بن أبي طالب الذي بايعه المسلمون رغم أنفه ، وتخلّف عنه بعض الصحابة فلم يفرض عليهم ولا هدّدهم.
وقد أراد اللّه سبحانه وتعالى أن يكون علي بن أبي طالب خليفة لرسول اللّه بالنصّ من اللّه وكذلك بالانتخاب من المسلمين ، وقد أجمعت الأُمّة الإسلامية قاطبة سنّة وشيعة على خلافة عليّ ، واختلفوا على خلافة غيره كما لا يخفى.
أقول : ياحسرة على العباد لو أنّهم قبلوا ما اختاره اللّه لهم؛ لأكلوا من فوق رؤوسهم ومن تحت أرجلهم ، ولأنزل اللّه عليهم بركات من السماء ، ولكان المسلمون اليوم أسياد العالم وقادته كما أراد اللّه لهم لو اتّبعوه ( وَأنْتُمُ الأعْلَوْنَ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) (١).
ولكنّ إبليس اللّعين عدوُنا المبين قال مخاطباً ربّ العزّة : ( فَبِمَا أغْوَيْتَنِي لأقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ المُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لاَتِيَـنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) (٢).
__________________
١ ـ آل عمران : ١٣٩.
٢ ـ الأعراف : ١٦ ـ ١٧.