فلينظر العاقل اليوم إلى حالة المسلمين في العالم ، وهم أذلاّء لا يقدرون على شيء ، يركضون وراء الدول معترفين بإسـرائيل ، وهي ترفض الاعتراف بهم ولا تسمح لهم حتى بالدخول إلى القدس التي أصبحت عاصمة لها ، وإذا مارأيت بلاد المسلمين اليوم ترى أنهّم تحت رحمة أمريكا وروسيا ، وقد أكل الفقر شعوبهم ، وقتلهم الجوع والمرض ، في حين تأكل كلاب أُوربا شتّى أنواع اللحوم والأسماك ، فلا حول ولا قوة إلاّ باللّه العليّ العظيم.
وقد تنبأت سيدة النساء فاطمة الزهراء سلام اللّه عليها عندما خاصمتْ أبا بكر ، وخطبت خطبتها في نساء المهاجرين والأنصار ، وقالت في آخرها مُخبرةً عن مآل الأُمّة :
« أما لعمري لقد لقحت فنظرة ريثما تُنتج ، ثم احتلبوا ملأ القعب دماً عبيطاً وزُعافاً مبيداً ، هناك يخسر المبطلون ويعرف التَالون غبّ ما أسسّه الأوّلون ، ثمّ طيبوا عن دنياكم أنفساً واطمئنّوا للفتنة جأشاً ، وأبشروا بسيف صارم وسطوة معتد غاشم وهرج شامل ، واستبداد من الظالمين ، يدعُ فيئكم زهيداً ، وجمعكم حصيداً ، فيا حسرةً لكم ، وأنّى بكم ، وقد عُمّيت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون » (١).
__________________
١ ـ دلائل الإمامة للطبري الشيعي : ١٢٩ ، أمالي الطوسي : ٣٧٦ ح ٨٠٤ ، الاحتجاج للطبرسي ١ : ١٤٨ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٦ : ٢٣٤.