الرحبة عندما ناشد أصحاب محمّد ممّن حضر عيد الغدير أن يقوموا فيشهدوا أمام الناس ببيعة الخلافة ، فقام ثلاثون صحابياً منهم ستّة عشر بدريَّاً وشهدوا (١) ، والذي كتم الشهادة وادّعى النسيان ، كأنس ابن مالك الذي أصابتْه دعوى عليّ بن أبي طالب ، فلم يقم من مقامه ذلك إلاّ أبرص ، فكان يبكي ويقول : أصابتني دعوة العبد الصالح ، لأني كتمتُ شهادته (٢).
__________________
١ ـ مسند أبي يعلى ١ : ٤٢٩ ح ٥٦٧ ، مسند أحمد ١ : ٨٨ و ١١٩ وعنه في مجمع الزوائد ٩ : ١٠٤ وقال : « رجاله رجال الصحيح » ، تاريخ دمشق ٤٢ : ٢٠٦ ، المعجم الكبير ٥ : ١٧٥ ، أُسد الغابة ٤ : ٢٨ ، ذخائر العقبى : ٦٨ ، مع اختلاف في عدد البدريين.
٢ ـ قريب منه الفضائل لشاذان بن جبرئيل : ١٦٤ وعنه في البحار ٤١ : ٢١٨ ح ٣١ ، الإرشاد للمفيد ١ : ٣٥١.
وجاء في أنساب الأشراف للبلاذري : ١٥٧ ح ١٦٩ : عن أبي وائل قال : قال عليّ على المنبر : « نشدت اللّه رجلا سمع رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول يوم غدير خم : اللهمّ وال من والاه وعاد من عاده ، إلاّ قام فشهد » ، وتحت المنبر أنس ابن مالك والبراء ابن عازب وجرير بن عبد اللّه ، فأعادها فلم يجبه منهم ، فقال : « اللهمّ من كتم هذه الشهادة وهو يعرفها فلا تخرجه من الدنيا حتى تجعل به آية يُعرف بها » قال أبو وائل : فبرص أنس ، وعمي البراء ، ورجع جريراً أعرابياً ...
وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج ١٩ : ٢١٨ : « ذكر ابن قتيبة حديث