إلى آخر الأبيات التي ذكرها المؤرّخون (١).
ولكن ورغم كلّ ذلك ، فإنّ قريشاً اختارت لنفسها ، وأبتْ أن تكون في بني هاشم النبوّة والخلافة ، فيجحفون على قومهم بُجُحاً بُجحاً ، كما صرّح بذلك عمر بن الخطاب لعبد اللّه بن عبّاس في محاورة دارت بينهما (٢).
فلم يكن في وسع أحد أن يحتفل بذلك العيد بعد ذكراه الأُولى التي احتفل بها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وإذا كانوا قد تناسوا نصّ الخلافة وتلاشى من أذهانهم ، ولم يمض عليه من الوقت غير شهرين ، ومع ذلك لم يتكلّم به أحد ، فكيف بذكر الغدير التي مضى عليها عام كامل ، على أنّ هذا العيد مربوط بذلك النصّ على الخلافة ، فإذ انعدم النصّ وزال السببُ لم يبق لذلك العيد أثرٌ يذكر.
ومضت على ذلك السنون ، حتّى رجع الحقّ إلى أهله بعد ربع قرن ، فأحياها الإمام علي من جديد بعد ما كادت تُقبرُ ، وذلك في
__________________
١ ـ شواهد التنزيل للحسكاني ١ : ٢٠٢ ، المناقب للخوارزمي : ١٣٦ ح ١٥٢ ، نظم درر السمطين : ١١٢.
٢ ـ الطبري في تاريخه ٤ : ٢٢٢ حوادث سنة ٢٣ باب شيء من سيرهِ ممّا لم يمض ذكره ، تاريخ ابن الأثير ٣ : ٦٣ حوادث سنة ٢٣.