وإتمام النعمة ، ورضى الربّ برسالتي وولاية علي بن أبي طالب من بعدي » (١).
ثم عقد له موكباً للتهنئة ، وجلس صلىاللهعليهوآلهوسلم في خيمة وأجلس عليّاً بجانبه ، وأمر المسلمين ـ بما فيهم زوجاته أُمهات المؤمنين ـ أن يدخلوا عليه أفواجاً ويهنّئوه بالمقام ، ويسلّموا عليه بإمرة المؤمنين ، ففعل الناس ما أُمروا به ، وكان من جملة المهنّئين لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب بهذه المناسبة أبو بكر وعمر.
وقد جاءا إليه يقولان له : بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحتَ وأمسيتَ مولانا ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة (٢).
ولمّا عرف حسّان بن ثابت شاعر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فرح النبي واستبشاره في ذلك اليوم ، قال : أتأذن لي يارسول اللّه أن أقول في هذا المقام أبياتاً تسمعهن؟ فقال : « قل على بركة اللّه ، لا تزال ياحسّان مؤيداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك ».
فأنشد يقول :
يناديهم يوم الغدير نبيّهم |
|
بخمّ فأسمع بالرسول مناديا |
__________________
١ ـ الحاكم الحسكاني ١ : ١٥٨ ح ٢١٢ ، عن أبي سعيد الخدري في تفسيره للآية ، المناقب للخوارزمي : ١٣٥ ح ١٥٣.
٢ ـ مرّ تخريجه فيما تقدّم.