يتجلّى لنا بأنّ اللّه أكمل دينه بالإمامة ، ولذلك كانت الإمامة عند الشيعة أصلاً من أُصول الدين.
وبإمامة علي بن أبي طالب أتمّ اللّه نعمته على المسلمين ، لئلاّ يبقوا هملاً تتجاذبهم الأهواء وتمزّقهم الفتن فيتفرقوا كالغنم بدون راع.
ورضي لهم الإسلام ديناً؛ لأنّه اختار لهم أئمة أذهب عنهم الرجس وطهّرهم ، وأتاهم الحكمة وأورثهم علم الكتاب؛ ليكونوا أوصياء محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فيجب على المسلمين أن يرضوا بحكم اللّه واختياره ، ويسلّموا تسليماً ، لأنّ مفهوم الإسلام العام هو التسليم للّه ، قال تعالى :
( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ * وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ * وَهُوَ اللّهُ لا إلَهَ إلا هُوَ لَهُ الحَمْدُ فِي الاُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الحُكْمُ وَإلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) (١).
ومن خلال كلّ ذلك يُفهمُ بأنّ يوم الغدير اتخذه رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم عيد ، إذ بعد تنصيب الإمام عليّ وبعد أن نزل عليه قوله : ( اليَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ... ) الآية : قال : « الحمد للّه على إكمال الدين ،
__________________
١ ـ القصص : ٦٨ ـ ٧٠.