ولو شئتُ أن أُسمّيهم وأدلُ عليهم لفعلتُ ، ولكنّي بسترهم قد تكرّمتُ ، فلم يرض اللّه إلاّ بتبليغي فيه ، فاعلموا معاشر الناس إنّ اللّه قد نصّبه لكم ولياً وإماماً ، وفرض طاعته على كلّ أحد ... » الخطبة (١).
فلمّا أنزل اللّه عليه : ( وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) أسرع في نفس الوقت وبدون تأخير بامتثال أمر ربّه ، فنصب علياً خليفة من بعده ، وأمر أصحابه بتهنئته بإمارة المؤمنين ، ففعلوا ، وبعدها أنزل اللّه عليهم : ( اليَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً ).
أضف إلى كلّ ذلك أنّنا نجد بعض علماء أهل السنّة والجماعة يعترفون صراحة بنزول آية البلاغ في إمامة عليّ :
فقد رووا عن ابن مردويه عن ابن مسعود قال : كنّا نقرأ على عهد رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : « يا أيها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربّك ـ أنّ عليّاً مولى المؤمنين ـ وإن لم تفعل فما بلّغتَ رسالته واللّه يعصمك من الناس » (٢).
وبعد هذا البحث إذا أضفنا روايات الشيعة عن الأئمة الطاهرين ،
__________________
١ ـ أخرجها بكاملها الحافظ ابن جرير الطبري في كتاب الولاية ، وعنه في الصراط المستقيم للبياضي ١ : ٣٠١ ، والغدير للأميني ١ : ٢١٤.
٢ ـ فتح القدير للشوكاني ٢ : ٦٠ ، الدر المنثور للسيوطي ٢ : ٢٩٨ ، في تفسير الآية ٦٧ من سورة المائدة.