كلاّ ، فكل ماجاء فيها مذكور في القرآن ، ومبيّن حكمه في السنّة النبوية.
فقد قضى صلىاللهعليهوآلهوسلم حياته كلّها يبيّن للناس مانزّل إليهم ، ويعلّمهم كلّ صغيرة وكبيرة ، فلا وجه لنزول آية « إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى اللّه » بعد هذه الوصايا التي يعرفها المسلمون؟
وإنّما أعادها عليهم للتأكيد ، لأنّهم لأوّل مرّة يجتمعون عليه بذلك العدد الهائل ، ولأنّه أخبرهم قبل الخروج إلى الحجّ بأنّها حجّة الوداع ، فكان واجباً عليه أن يسمعهم تلك الوصايا.
أمّا إذا أخذنا بالقول الثاني ، وهو نزول الآية يوم غدير خمّ بعد تنصيب الإمام عليّ خليفة للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأميراً للمؤمنين ، فإنّ المعنى يستقيم ويكون مطابقاً ، لأنّ الخلافة بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من أهمّ الأُمور ، ولا يمكن أن يترك اللّه عباده سدى ، ولا ينبغي لرسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يذهب دون استخلاف ويترك أُمّته هملاً بدون راع ، وهو الذي ما كان يُغادر المدينة إلاّ ويستخلف عليها أحداً من أصحابه ، فكيف نصدّق بأنّه التحق بالرفيق الأعلى وما فكّر في الخلافة؟!
وإذا كان المُلحدون في عصرنا يؤمنون بهذه القاعدة ، ويسرعون إلى تعيين خلف للرئيس حتّى قبل موته ليسوس أُمور الناس ، ولا يتركونهم يوماً واحداً بدون رئيس.
فلا يمكن أن يكون الدين الإسلامي ـ وهو أكمل الأديان وأتمها