ويتمّ النعمة في يوم عرفه ، ثمّ بعد أسبوع يأمر نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو راجع إلى المدينة بإبلاغ شيء مهم لا تتمّ الرسالة إلاّ به ، كيف يصحّ ذلك يا أُولي الألباب؟!
ثالثاً : إنّ الباحث المدقّق إذا أمعن في النظر في خطبة الرسول صلىاللهعليهوآله
__________________
نزولهن أمرٌ واحد ، وهو أمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بتبليغ الناس الولاية لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وأن فصل الرواة والمحدّثين بينها لأجل الاختصار أو تقطيع الأخبار أو غير ذلك من الأسباب ، ومن هذا الباب جاء كلام المؤلّف حول عدد رواة آية البلاغ ، لأنه نظر إلى مجموع القضايا الثلاث كقضية واحدة كما هي في واقعها.
ومن هذا يعرف أنّ ما أشكل به صاحب كتاب كشف الجاني : ١٥٤ ناشئ من عدم فهم كلام المؤلّف ، والنظر إلى حادثة الغدير وآية البلاغ والإكمال كقضايا متعدّدة لا يرتبط بعضها ببعض ، مع أنّ الأمر ليس كذلك ، كما هو واضح لمن يرجع إلى الروايات وأسباب نزول الآيات.
أضف إلى ذلك أنّ كلام المؤلّف في آية البلاغ وليس في آية الإكمال ـ بناءً على الفصل بينهما ـ فلا وجه للخلط بين الأمرين.
وأمّا ما ذكره في الحاشية من أنّ كتاب الغدير كتاب تكرار وبدون فائدة ، فهو كلام مضحك للثكلى وناشئ عن التعصب المقيت والمذموم؛ إذ أنّ موسوعة الغدير قام مؤلّفها بجمع طرق رواة الحديث ، واعتمد في ذلك على مصادر أهل السنّة المعتبرة ، فيكف يكون مثل هذا العمل تكراراً وبلا فائدة؟!
اللهمّ إلاّ أن تكون المصادر السنيّة التي ذكرها صاحب الغدير مصادر غير معتبرة ولا قيمة لها ، وبذلك يكون عثمان الخميس قد طعن بمصادره المعتبرة التي يعتمد عليها في عقيدته وشرعه.