وإن كانت تنطوي على إشعار بحصول هنات لهم في ذلك اليوم هو الذي سبب كمال الدين.
ومّما يزيدنا يقيناً بصحة هذا الاعتقاد : ما رواه ابن جرير عن قبيصة بن أبي ذؤيب قال : قال كعب : لو أنّ غير هذه الأُمّة نزلتْ عليهم هذه الآية لنظروا اليوم الذي أُنزلتْ فيه عليهم فاتّخدوه عيداً يجتمعون فيه ، فقال عمر : وأيّ آية ياكعب؟ فقال : ( اليَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) فقال عمر : لقد علمتُ اليوم الذي أُنزلتْ والمكان الذي نزلتْ فيه ، نزلتْ في يوم جمعة ويوم عرفة ، وكلاهما بحمد اللّه لنا عيد (١).
ثانياً : على أنّ القول بنزول الآية : ( اليَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) في يوم عرفة يتنافى مع آية البلاغ : ( يَا أيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا اُنزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) والتي تأمر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بإبلاغ أمر مهمّ لا تتمّ الرسالة إلاّ به ، والتي سبق البحث وتبينّ نزولها بين مكة والمدينة بعد حجّة الوداع ، وهو مارواه أكثر من مائة وعشرين صحابياً ، وأكثر من ثلاثمائة وستّين من علماء أهل السنّة والجماعة (٢) ، فكيف يكمل اللّه الدين
__________________
١ ـ الدر المنثور للسيوطي ، في تفسير الآية ( اليَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) ، سورة المائدة.
٢ ـ ممّا ينبغي الالتفات إليه أنّ آية البلاغ وحديث الغدير وآية الاكمال سبب