يا ابن أبي طالب أمسيت وأصبحت مولى كل مؤمن.
قال : فلماذا لم يبايعوه إذاً بعد وفاة النبىّ ، أتراهم عصوا وخالفوا أمر النبي؟ أستغفر اللّه من هذا القول.
قلتُ : إذا كان العلماء من أهل السنّة يشهدون في كتبهم بأنّ بعضهم ـ أعني من الصحابة ـ كانوا يخالفون أوامر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في حياته وبحضرته (١) ، فلا غرابة في ترك أوامره بعد وفاته ، وإذا كان أغلبهم يطعنُ في تأميره أُسامة بن زيد لصغر سنّه ، رغم أنّها سريّة محدودة ولمدّة قصيرة ، فكيف يقبلون تأمير عليّ على صغر سنّه ولمدّة الحياة ، وللخلافة المطلقة؟ ولقد شهِدتَ أنتَ بنفسك بأنّ بعضهم كان يبغض علياً ويحقد عليه!!
أجابني متحرّجاً : لو كان الإمام عليّ كرّم اللّه وجهه ورضي اللّه عنه يعلَمُ أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم استخلفه ما كان ليسكتَ عن حقّه ، وهو الشجاع الذي لا يخشى أحداً ويهابه كلّ الصحابة.
قلتُ : سيّدي هذا موضوع آخر لا أُريد الخوض فيه ، لأنّك لم تقتنع بالأحاديث النبوية الصحيحة ، وتحاول تأويلها وصرفها عن معناها حفاظاً عل كرامة السلف الصالح ، فكيف أقنعك بسكوت
__________________
١ ـ صحيح البخاري ومسلم ، إذ أخرجا عدّة مخالفات لهم ، كما في صلح الحديبية ، وكما في رزية يوم الخميس ، وغير ذلك كثير ( المؤلّف ).