الشمس المحرقة ، ويخطب لهم خطبة طويلة ليقول لهم بأنّ علي محبّكم وناصركم؟ فهل ترضون بهذا التأويل؟
أجاب : إنّ بعض الصحابة اشتكى عليَّاً ، وكان فيهم من يحقد عليه ويبغضه ، فأراد الرسول أن يزيل حقدهم فقال لهم بأنّ علياً محبّكم وناصركم ، لكي يحبّوه ولا يبغضوه (١).
قلتُ : هذا لا يتطلّب إيقافهم جميعاً والصلاة بهم ، وبدأ الخطبة بقوله : « ألستُ أولى بكم من أنفسكم » لتوضيح معنى المولى ، وإذا كان الأمر كما تقول فكان بإمكانه أن يقول لمن اشتكى منهم عليّاً : إنّه محبّكم وناصركم ، وينتهي الأمر بدون أن يحبس في الشمس تلك الحشود الهائلة ، وهي أكثر من مائة ألف فيهم الشيوخ والنساء ، فالعقل لا يقنع بذلك أبداً!
فقال : وهل العاقل يصدّق بأنّ مائة ألف صحابي لم يفهموا مافهمتَ أنتَ والشيعة؟
قلتُ :
أولاً : لم يكن يسكن المدينة المنوّرة إلاّ قليلٌ منهم.
وثانياً : إنّهم فهموا بالضبط مافهمتهُ أنا والشيعة ، ولذلك روى العلماء بأنّ أبا بكر وعمر كانا من المهنّئين لعلي بقولهم : بخ بخ لك
__________________
١ ـ قد تقدّم ذكر هذا الإشكال والإجابة عليه ، فراجع.