( مُكَذِّبِينَ ) (١) ، ما كان سبحانه ليتركهم بدون إقامة الحجّة عليهم ، ( لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً ) (٢).
على أنّ لرسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أُسوة حسنة بمن سبقه من إخوانه الرسل الذين كذّبتهم أممهم ، قال تعالى : ( وَإنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوح وَعَادٌ وَثَمُودُ * وَقَوْمُ إبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوط * وَأصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ) (٣).
ونحن إذا تركنا التعصّب المقيت وحبّ الانتصار للمذهب ، لوجدنا أنّ هذا الشرح هو المناسب لعقولنا ، ويتماشى مع سياق الآية والأحداث التي سبقتها وأعقبتها.
وقد أخرج كثير من علمائنا نزولها في غدير خمّ في شأن تنصيب الإمام علي ، وصحّحوا تلك الروايات ، ووافقوا بذلك إخوانهم من علماء الشيعة ، وأذكر على سبيل المثال من علماء السنّة :
١ ـ الحافظ أبو نعيم في كتاب نزول القرآن.
٢ ـ الإمام الواحدي في كتاب أسباب النزول : ١٥٠.
__________________
١ ـ الحاقة : ٤٩.
٢ ـ النساء : ١٦٥.
٣ ـ الحج : ٤٢ ـ ٤٤.