الله صلىاللهعليهوسلم فأشار إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن امكث مكانك ، فرفع أبو بكر رضياللهعنه يديه فحمد الله علىٰ ما أمره به رسول الله صلىاللهعليهوسلم من ذلك ثم استأخر أبو بكر حتىٰ استوىٰ في الصف ، وتقدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم فصلىٰ ، فلما انصرف قال : « يا أبا بكر ما منعك أن تثبت إذ أمرتك » ؟ فقال أبو بكر : ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوسلم... (١) .
وقد ثبت من جميع طرق حديث إمامة أبي بكر للصلاة ، أنه بعد أن افتتح أبو بكر الصلاة ، خرج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يتهادىٰ بين رجلين ـ علي والعباس أو الفضل بن العباس ـ فصلىٰ بهم إماماً وأزاح أبا بكر عن إمامة الصلاة .
ولا شك أن خروج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ورجلاه تخطان في الأرض من شدة الوجع ـ كما ذكرت الروايات ، يدل على أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أدرك غرض عائشة ـ إذ أرسلت إلىٰ أبيها ليؤم المسلمين ـ فجابهها النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم بتلك الجملة الخشنة : « إنكن لصويحبات يوسف » ، ثم خرج وهو علىٰ هذه الحالة المؤلمة ليزيل عن أذهان الناس ما قد يعلق بها من تصور أن النبي هو الذي أمره بالصلاة بالمسلمين .
وقد أثبت ابن الجوزي أن أبابكر لم يكن إماماً في تلك الصلاة
_______________
(١) صحيح البخاري ١ / ١٧٠ ـ ١٧٤ باب من دخل ليؤم الناس فجاء الامام فتأخر الأول...