وقد تطرّق علماء المسلمين عموماً على
اختلاف مذاهبهم إلى هذا الحديث بالشرح والتعليق ، سواء في طيّات كتبهم العلميّة ، أو
إفرادهم لـه بمؤلّف مستقلّ.
والكتاب الذي بين أيدينا ، الذي ألّفه
الاستاذ المغربي بدر الدين بن الطيّب كسوبة ، محاولة جادّة لبيان بعض جوانب هذا
الحديث الشريف ، كتبه مؤلّفه بعد أن تشرّف باعتناق مذهب أهل البيت عليهمالسلام.
فقد عرض فيه مجموعة من الروايات ذات
الإسناد الكامل ، ومن مصادر أتباع مدرسة الخلفاء ، تاركاً الروايات المرسلة ، أو
التي وردت من طرق أتباع مدرسة أهل البيت عليهمالسلام.
فذكر سبع وستّين رواية لهذا الحديث ، خمس
عشرة منها ذُكرت في الحجّ ضمن خطبة الوداع ، واثنتين وخمسين رواية تتعلق بخطبة
النبيّ صلىاللهعليهوآله
في غدير خُمّ عند عودته من مكّة إلى المدينة.
وأورد أولاً روايات غدير خُمّ عن مجموعة
من الصحابة منهم : زيد بن أرقم ، أبو سعيد الخدري ، زيد بن ثابت ، حذيفة بن أسيد ،
أبو هريرة ، عمرو بن عوف. أبو شريح الخزاعي.
ثُمّ أورد روايات الحجّ ضمن خطبة الوداع
عن مجموعة من الأصحاب ، منهم : جابر بن عبد الله الأنصاري ، عبد الله بن عبّاس ، عبد
الله بن عمر.