وكثرت المؤتمرات
التي عُقدت من أجل تحقيق الوحدة الواقعية ، والتي شاركنا في بعضها بتقديم مجموعة
من البحوث.
وكذلك أجرت بعض الفضائيات حلقات خاصّة
وندوات علميّة ، استُضيف فيها عدد من الفضلاء والباحثين من مختلف المذاهب
الإسلامية ، من أجل التوصل لصيغة معيّنة تؤدّي إلى وحدة المسلمين ، وقد كان لنا
حضور في بعضها.
إلاّ أنّنا ـ وعلى الرغم من كثرة
المؤتمرات والندوات والنداءات المخلصة التي وجهها زعماء المسلمين ـ لم نشاهد
تقدّماً ملحوظاً في هذا المجال ، ولازالت الفاصلة كبيرة بين المسلمين ، بل نشاهد
أكثر من ذلك ، فقد كادت الفتنة الطائفية أن تقع بين بعض المسلمين في البلاد
الإسلامية.
ففي العراق الجريح : هُدّمت مساجد ، وخُرّبت
حسينيات ، واُعتدي على مراقد طاهرة لأهل البيت عليهمالسلام
، وقُتل عدد ليس قليلاً من العلماء والفضلاء ، بل أصبح القتل على الهوية.
وكلّ هذا يحصل ، ولم تتحرّك ضمائر
الكثير من أصحاب الرأي والقرار في البلدان الإسلامية ، بل ومع الأسف الشديد ـ حصل
خلاف ذلك ، إذ أخذ البعض يُثير الطائفية ، ويُحرّض على اقتتال المسلمين فيما بينهم
، بواسطة خطب ناريّة أو بيانات طائفية.