ونحن نعتقد أنّ أفضل سبيل لوحدة المسلمين الواقعيّة ـ لا الوحدة الصوريّة التي تحتّمها المصالح السياسيّة ـ هو التمسّك بالقرآن الكريم وأهل البيت عليهمالسلام ، استناداً إلى حديث الثقلين الذي أجمع عموم المسلمين على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم ـ على صحتّه وتواتره وصدوره من نبيّ الرحمة بقوله صلىاللهعليهوآله : « كتاب الله وعترتي أهل بيتي »وإن كان هذا الحديث لـه صورة اُخرى وهي « كتاب الله وسنّتي » ، إلاّ أنّ هذه الصورة لم يتّفق عليها عموم المسلمين ، وتمت المناقشة في سنده في كتب خصّصت لهذا البحث.
إن حديث الثقلين بصورته الصحيحة « كتاب الله وعترتي » رواها الكثير من كبار الصحابة منهم : الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، والإمام الحسن السبط عليهالسلام ، وأبو ذر الغفاري ، سلمان الفارسي ، جابر ابن عبد الله الأنصاري ، أبو الهيثم ابن التيهان ، حذيفة بن اليمان ، حذيفة بن أسيد ، أبو سعيد الخدري ، خزيمة بن ثابت ، زيد بن ثابت ، عبد الرحمن بن عوف ، طلحة ، أبو هريرة ، سعد بن أبي وقّاص ، أبو أيّوب الأنصاري ، عمرو بن العاص ، وغيرهم ...
وقد أخرجه كبار الأئمة من أتباع مدرسة الخلفاء ورووه بأسانيد صحيحة عن النبيّ صلىاللهعليهوآله منهم : محمّد بن إسحاق صاحب السيرة ، محمّد ابن سعد صاحب الطبقات ، أبو بكر ابن أبي شيبة صاحب المصنّف ، ابن راهوية صاحب المسند ، أحمد بن حنبل صاحب المسند ، عبد بن