كان يدين به ، فسكت ، وكره معاوية أن يجيبه ، فقام ابن عم له فاستوهبه من معاوية ، فحبسه شهراً ثمّ خلّى سبيله على أن لا يدخل الكوفة.
ثمّ أقبل على عبد الرحمن العنزي فقال : إيه يا أخا ربيعة ما قولك في علي ؟ قال : دعني ولا تسألني فإنّه خير لك.
قال : والله لا أدعك حتّى تخبرني عنه.
قال : أشهد أنّه كان من الذاكرين الله كثيراً ، ومن الآمرين بالحق ، والقائمين بالقسط ، والعافين عن الناس.
قال : فما قولك في عثمان ؟
قال : هو أوّل من فتح باب الظلم وأرتج أبواب الحق.
قال : قتلت نفسك. قال : بل إياك قتلت ، ولا ربيعة بالوادي ، فبعث به معاوية إلى زياد ، وكتب إليه : أمّا بعد فإنّ هذا العنزي شرّ من بعثت ، فعاقبه عقوبته التي هو أهلها ، واقتله شرّ قتلة (١).
وقد نقم جماعة من المسلمين على معاوية هذه الأحداث العظيمة ، وهذا الحسن البصري يقول : أربع خصال كنّ في معاوية لو لم تكن فيه إلّا واحدة لكانت موبقة ، انتزاؤه على هذه الأمّة بالسيف ، واستخلافه بعده ابنه يزيد سكيراً خميراً ، يلبس الحرير ، ويضرب بالطنابير ، وادّعاؤه زياداً ، وقد قال الرسول صلىاللهعليهوآله « الولد للفراش ، وللعاهر الحجر » ،
_______________
(١) تاريخ الطبري ، حوادث سنة ٥١ هجرية ، ٢ / ١١١ ـ ١٤٣.