وشاركوا في وضع أُسس الإسلام ، كان لابد أن تلقى مسؤولية هذه الأحداث الجسام على كاهل أحد ، ولم يكن من المعقول أن يتحمّل وزر ذلك كله صحابة أجلاء أُبلوا مع رسول الله صلىاللهعليهوآله بلاءً حسناً ، فكان لابد أن يقع عبء ذلك كله على ابن سبأ ، فهو الذي أثار الفتنة التي أدّت إلى مقتل عثمان ، وهو الذي حرّض الجيشين يوم الجمل على الالتحام على حين غفلة من علي وطلحة والزبير أمّا في التاريخ الفكري فعلى عاتقه يقع أكبر انشقاق عقائدي في الإسلام بظهور الشيعة ، هذا هو تفسير مبالغة كتّاب الفرق وأصحاب المذاهب لا سيما السلفيين والمؤرخين في حقيقة الدور الذي قام به ابن سبأ ، ولكن أليس عجيباً أيضاً أن يعبث دخيل في الإسلام كل هذا العبث فيحرّك تاريخ الإسلام السياسي والعقائدي على النحو الذي تمّ عليه وكبار الصحابة شهود (١).
كانت السبئية تدل على الانتساب إلى قبائل اليمن من سلالة سبأ بن يشجب على مدى قرون عديدة.
فلمّا انتصرت هذه القبائل لعلي بن أبي طالب وكانوا عامّة شيعته ، وحينما أقام الأمويون دولتهم استعملت كلمة سبائي أو سبئي نبزاً لكل شيعي ، وهذا ما أثبتته كتابات الدولة ، وخاصّة كتاب زياد بن أبيه إلى معاوية في شأن حجر بن عدي وجاء فيه :
_______________
(١) أحمد محمود صبحي ، نظرية الإمامة : ٣٩.