طالب فيه من كل مسلمي العالم أن يعلنوا الجهاد ضدّ الشاه ونظامه في إيران الموالي لإسرائيل ، وبعد ثلاث سنوات تمّ إلغاء دار التقريب في مصر ، وعلى أثر ذلك انعقدت القيادة لآية الله روح الله الخميني ، وانعقدت جبهة بين رجال الدين المناضلين من إيران والقوميين العرب الناصريين ضدّ الشاه ، وحظيت هذه الحركة باحترام قلّما يذكر مثله. وبانتصار الثورة الإسلامية في إيران ١٩٧٨ ـ ١٩٧٩ م وصل التعاون الشيعي السني إلى مرحلة دقيقة لإنهاء النزاع المذهبي بين السنة والشيعة إلى الأبد. بيد أنّه في أقل من عام ، وبدوافع عدّة ، ومؤامرات لا تخفى عن الكثير تحوّلت المصالحات إلى حرب طاحنة لم يكن العراق وإيران هم ميدانها فحسب ، لكن أصبحت ميادين الحرب كُثُر من صحافة وإعلام ومنابر وغيره.
إنّ حلم الوحدة الذي يداعب أحلام المسلمين ، والذي ربما لا يعلم الكثير منّا أنّه يقف حجر عثرة أمام قوى الشر العالمية ، وحركة الاستعمار التي تريد أن تكون هذه الأمّة فِرَق وجماعات متنازعة للسيطرة عليها ، ولسرقة خيراتها الطبيعية ، والتحكّم في طرق التجارة العالمية.
فقامت الحرب العراقية الإيرانية عام ١٩٨٠
م فأحرقت الأخضر واليابس ، وتبدد كل هذا الجهد ، وظهرت أدبيات الحرب في صورة