بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلاً اتّخذوا مال الله دولاً ودين الله دغلاً ، وعباد الله خولاً ». أي : خدماً وعبيداً.
الخامس : عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ولد سنة ستة وعشرين ، بويع بعهد من أبيه في خلافة ابن الزبير ، وكان حكمه على الشام ومصر ، وابن الزبير على باقي البلاد حتّى سنة ثلاث وسبعين عندما قتل ابن الزبير فكانت الجماعة له.
ولمّا جهّز يزيد بن معاوية جيشاً إلى مكة قال عبد الملك : أعوذ بالله ، أيبعث إلى حرم الله ؟! فضرب يوسف بمنكبه وقال : جيشك إليهم أعظم.
وقال أحمد بن إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني : ثنا أبي عن أبيه ، قال : لما نزل مسلم بن عُقبة المدينة دخلت مسجد النبي صلىاللهعليهوآله فجلست إلى جنب عبد الملك ، فقال لي عبد الملك : أمن هذا الجيش أنت ؟ قلت : نعم. قال : ثكلتك أمك ، أتدري إلى من تسير ؟ إلى أوّل مولود ولد في الإسلام ، وإلى ابن حواري رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وإلى ابن ذات النطاقين ، وإلى من حنّكه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، أما والله إن جئته نهاراً وجدته صائماً ، ولئن جئته ليلاً لتجدنّه قائماً ، فلو أنّ أهل الأرض أطبقوا على قتله لأكبّهم الله جميعاً في النار. فلمّا صارت الخلافة إلى عبد الملك ، وجّهنا مع الحجاج حتّى قتلناه.
وقال ابن عائشة : أفضي الأمر إلى عبد الملك والمصحف في حجره ، فأطبقه وقال : هذا آخر عهدي بك.