معارف من سبق ومن لحق ، ويؤكدها غير مرة ، يقول هنا مثلا : « اللهم بلى! لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة ، إمّا ظاهراً مشهوراً ، أو خائفاً مغموراً ، لئلاّ تبطل حجج الله وبيّناته » (١) ، ثم ليست هذا فحسب ، بل يترك الناس إلى الصدوع بأمر هذا الفهم للإمام ، ويكفي الحاذق أن يتأمّل قوله وهو يشير إلى صدره قائلا : « إنّ ههنا لعلماً جمّاً ، لو أصبت له حمله » (٢).
والذي يُستنتج مما تقدم ، إنّ علياً وآل بيت رسول الله جميعاً ورسول الله صلىاللهعليهوآله من جوهر واحد ، وان أمر هذا الجوهر صعب ، بل شديد الصعوبة ، لذلك لا يجد الإمام فيمن كان يغشاهم نوره ، من يتمكّن من تلقّي المزيد من معرفته ، كما أن رسول الله صلىاللهعليهوآله كرّر وصيته للناس في النظر في كيفية حفظهم لأهل بيته ، فهو يعلم أن القوم لا يعون معناهم (٣).
وفي العودة إلى تعريف عليّ عليهالسلام الناس برسول الله صلىاللهعليهوآله نتابع طرقه في الكشف عن الحقيقة المحمدية ، وهو في هذه المرة يشير إلى ما حمّله الله نبيّه من أمانة تؤدّى في الناس ، يقول :
« أرسله بأمره صادعاً ، وبذكره ناطقاً ، فأدى أميناً ، ومضى
__________________
١ ـ نهج البلاغة : قصار الحكم ١٣٩.
٢ ـ المصدر نفسه.
٣ ـ أنظر التذكرة في وصية النبي بأهل بيته ، م. س.