يأتي فيها على ذكره عليهالسلام ، يكشف حجاباً من الحجب التي لا يدركها عامة الناس ، ويحتاج معها المرء إلى هاد يسوس قلبه إلى إمامه الذي هو وإياه « كالصنو من صنوه » فيفرج مفردة تلو أخرى ، فنراه عندما يبتدىء الصلاة على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، تارة يقدم صفة من صفاته ، وأخرى يظهر اداءً من أداءاته وفي غير مكان ينصرف لتقديس حقيقته.
وننظر هنا مثلا قوله فيه أنه صلىاللهعليهوآله « الموضّحةُ به أشراط الهدى ، والمجلوُّ به غِربيبُ العمى » (١) ، والناظر إلى هذا القول ، يحتاج إلى دراية مكمن الغاية من ايراده ، فهذه ليست صفة من صفات رسول الله صلىاللهعليهوآله ، أو عملا من أعماله ، إنما هي حقيقة من حقائقه ، فيه أي ( بذاته بمعناه ) تنكشف دلالات وعلاقات الهدى ، وبه أيضاً بما هو هو ، تنكشف ضلالات الظلمة ، فيخرج القلب من العمى إلى البصيرة.
وهذا مثل قوله عليهالسلام في إظهار حقيقة آل محمد عليهمالسلام عند ذكره « بنا اهتديتم في الظلماء » (٢) ، وهذا يشير إلى حقيقة النور الذي تكرس فيهم ، فالخروج من الظلمة كما سلف والدخول في النور يستلزم الانكشاف على الإمام ، وتهافت الأفئدة نحوه ، لذلك نجد الذي يخرج عن مدارات أنواره ، إنما هو ذلك الإنسان الذي لم يعمر الله
__________________
١ ـ نهج البلاغة : الخطبة ١٧٨.
٢ ـ نهج البلاغة : الخطبة ٤.