معرفته برسول الله صلىاللهعليهوآله ، وفق ما انتهجه لنا علي بن أبي طالب عليهالسلام ، ولا شك أن ما في الناس من يجهل أن محمداً صلىاللهعليهوآله رسول الله ، لكن الحقيقة المحمدية أمر آخر هو غير مظاهر آياتها ، ولسنا هنا بصدد فلسفة الحقيقة هذه ، إنما نسير على خطىً نرى أنها من الطريق التي تؤدي بنا خارج نفق الظلمات ، وتوصلنا نحو ساحات نور الإمامة والنبوّة في عليّ ومحمد ( عليهما أفضل صلوات الله وسلامه ).
وغير خاف على الناس مدى تعلّق عليّ بن أبي طالب عليهالسلام برسول الله محمد صلىاللهعليهوآله ، لكن الذي قد يكون أكثر اضاءة وأعلى أنواراً ، هو تحرّي هذا التعلق في بعض أقواله عليهالسلام ، ويندر أن تجد في كلام الناس ما هو أدلّ على لصوقه به ، من جهة نبوّته تارة ، ومن جهة حقيقته الإنسانية تارة أخرى.
كما قد يتجلى بذلك العمق المرجو من الدنو ، ففي ما تقدّم من نظرية الإمامة تلمسنا أوجه الرغائب الحقة وفق ما فطر الله الناس عليه ، وكان من منافع ذلك والله أعلم أن يلفت الانتباه نحو أمور أكثر كلية وشمولية ، بل لعلها أكثر قرباً من حقيقة الإمامة ، وإذا كان لابدّ لهذا التصوّر من مصداق خارجي ، كان لابدّ لنا من تحرّي هذا البعد المنطقي.
وتوصلت بنا السبل إلى أن البشرية تقطع بوجود أنموذج هو غاية رجائها الإنساني ، وهذا الأنموذج دلت عليه كتابات الناس منذ