لهم إلاّ حسن النهاية ، وجمال المئاب ، إنه يذرف جميع هذا العمر منذ البداية حتى الختام ، وهو سائر في الأرض يرغب في ارشاد عباد الله إلى الله تعالى.
ولما كانت الدنيا هي المعبّر الأوسع عن الشهوات والخداع وقصر الآمال والاستغراق فيما لا تنفع معه الخاتمة نافعة ، رأيناه يعرف بنفسه عن نفسه في تنصيب إمامته ، في القضاء على مؤامرات الدنيا في قلوب الناس ، ولعمرك متى ما انصرفت الدنيا بهذا المعنى عن القلب ، يكون الإنسان قد بلغ غاية فطرته ، وتعلق بحبل نور امامه ، ووصل حبال هذا النور ، بمواطن حب المعشوق والأكمل والأعظم الذي تزحف نحوه البصيرة ، وترغب إليه الذات.
هكذا كانت الدنيا هي الرمز الذي أعلن عليه الإمام الحرب ، وأن كل حرب قام بها ، إنما ينبغي أن تنصرف هذا المنصرف ، وأن كل وصية أوصى بها ، وكل بادرة خير للبشرية بادرها ، فإنما تنطلق من ازاحة حجب الظلام الذي يمنع نور الله تعالى من اختراق قلب المؤمن ، وكان بذلك لمن يبصر عيناً ، ولن يسمع أذناً ، ولمن يعشق فؤاداً ، وصارت بعد ذلك دلائله عليه ، ذاته في هذا المقام ، ولا يحتاج بعدئذ لمن يوصف له الرتب ، ويحاول ازاحة التسميات والصاقها به ، الإمام الملاذ ، هو المثال بهذا المعنى ، الذي يعلم كل شيء ، ويذهب في الناس جميعاً مذاهب الخير التي تعم عليهم ، وإن كان ذلك يحتاج