يكن هو ، لما كان
لأحد سواه هذه المنزلة.
ونحن هنا لسنا بصدد اقالة المدائح
بمقدار ما نحن نُعمل الحكمة والتحقق في طبيعة مسألة الإمامة ، مع أنّه بحسب ما
أورده ابن حنبل ( ما لأحد من الصحابة من الفضائل بالأسانيد الصحيحة مثل ما لعلي ) ، أو قوله : ( إن ابن أبي طالب لا يقاس
به أحد )
، والحق أنه لا يقاس به أحد ، لأنه من الآل اختارهم الله ورسوله ليقوموا في الناس
، وما كان لأحد أن يختارهم ، أو يخالف هذا القرار الإلهي.
وثانيهما :
في التفريق بين الإمام الذي هو هادي
الناس ومخرجهم من الظلمات إلى النور بكلمات ربّه ، وبين شتّى أصناف الرئاسة
والزعامة التي سبقت إليها الإشارة ، يجب أن نطمئن بأنّ أوامر الإمام الهادي
ونواهيه هي امتداد لأوامر الله ورسوله ونواهيه ، وهذا الاطمئنان لا يتأت بمجرد
استعراض شجاعته أو قرابته من رسول الله صلىاللهعليهوآله
، أو وقوفه إلى جوار نصرته ، وإن كانت جميعها تضيف اليقين إلى اليقين إذ أن الجبان
، وغير الناصر لا يكونان فيمن هو إمام الناس الذي يخرجهم من الظلمات إلى النور.
وإنّما هو إمام بما يسوق الناس إلى
منتهاهم الذي يتوفر لهم في