قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

معراج الهداية

معراج الهداية

معراج الهداية

تحمیل

معراج الهداية

127/202
*

الأمة أن يكون علياً عليه‌السلام إمامها الذي هو في مقام نبيّها في الناس بعده ، وهذه فيها خصلتان :

أولهما :

يجب أن لا نعتقد لبرهة بأنّ الإمام عليّ عليه‌السلام كان في عصر المبعث المحمدي الشريف قد خلق صدفة ، حتى يفهم وكأنه غلام من عامة الناس ، صادف أنه ابن عمّ النبيّ وهو في سن مبكرة من العمر ، فاختاره لنفسه لهذه الميزة ، وأخذ على كاهله شأن تربيته وتأهيله حتى بلغ هذه الرتبة ، لما في هذا الفهم من سذاجة! ومكمن هذه السذاجة في أنه لو لم يكن هنالك هذا الغلام لكان سواه من فتيان قريش ، وهذا غير وارد في زعمنا ، لأنّ المقام الذي يشغله الرسول والنبيّ والإمام لا يكون صدفة ، أي لا يكون انتخاب لا على التعيين ، بل أن هنالك صفوة ، هنالك حكمة إلهية من وراء هذه الصفوة.

ودليلها : إنّه جعلها في ذرية بعضها من بعض ، وأكدها مراراً في القرآن الكريم ، مثلما أكدتها سنة النبي الكريم ، ولو لم يكن الأمر هكذا ، لما لزم هذا التأكيد ولا كان هنالك مبرر لاختيار الله تعالى أشخاصاً بعينهم وإجراء ابتلائه فيهم ، ثم إتمام نعمته عليهم وإعطاءهم شرف ( المثال ) الذي تلهج وراءه النفس الإنسانية كما تقدم. إنّما كان الإمام عليّ عليه‌السلام من ضمن هذه الصفوة ، وهو وليد الكعبة المشرفة ، وجميع الشروط التي رافقت حياته تفيد أنه لو لم