الرسالة ، فنزلت الى
الشيخ عبد المحسن وتلقيته وأكرمته ، وأخذت له من خاصّتي ستة دنانير ومن غير خاصّتي
خمسة عشر ديناراً مما كنت أحكم فيه كمالي وخلوت به في الروشن ، وعرضت ذلك عليه ،
واعتذرت اليه ، فامتنع من قبول شيء أصلاً ، وقال : إن معي مائة دينار وما آخذ
شيئاً ، اعطه لمن هو فقير ، وامتنع غاية الامتناع.
فقلت : إن رسول مثله ( عليه الصلاة
والسلام ) ، يعطى لأجل الاكرام لمن أرسله لالأجل فقره وغناه ، فامتنع ، فقلت له (
مبارك ) اما الخمسة عشر ، فهي من غير خاصّتي ، فهي من غير خاصّتي ، فلا أكرهك على
قبولها وأما هذه الستة دنانير فهي من خاصّتي فلابد أن تقبلها مني فكاد أن يؤيسني
من من قبولها ، فألزمته فأخذها ، وعاد تركها ، فألزمته فأخذها ، وتغديت أنا وهو ،
ومشيت بين يديه كما اُمرت في المنام الى ظاهر الدار وأوصيته بالكتمان ، والحمد لله
وصلى الله على سيد المرسلين محمد وآله الطاهرين ».
٣ ـ اسماعيل بن الحسن الهرقلي
:
وأما حكاية لقائه بالامام عجل الله تعالى فرجه الشريف نقلاً عن كتاب ( كشف الغمة )
قال العالم الفاضل علي بن عيسى الاربلي :
« ... وحدثني بهما جماعة من ثقات إخواني
كان في البلاد الحلية شخص يقال له اسماعيل بن الحسن الهرقلي من قرية يقال لها هرقل
، مات في زماني وما رأيته ، حكى لي ولده شمس الدين قال : حكى لي والدي انه خرج فيه
( وهو شباب ) على فخذه الايسر توثة
مقدار قبضة الانسان ، وكانت في
__________________