الدين محمد بن محمد ين بشر العلوي الموسوي ، ونجم الدين حيدر بن الايسر رَحمهُمَا الله ، وكانا من أعيان الناس وسراتهم وذوي الهيئات منهم ، وكانا صديقين لي وعزيزين عندي ، فأخبراني بصحة هذه القصة ، وأنهما رأياها في حال مرضها وحال صحتها وحكى لي ولده هذا انه كان بعد ذالك شديد الحزن لفراقه عليهالسلام ، حتى انه جاء الى بغداد وأقام بها في فصل الشتاء ، وكان كل ايامه يزور سامراء ويعود الى بغداد فزارها في تلك السنة أربعين مرة طمعاً ان يعود له الوقت الذي مضى أو يقضي له الحظ فيما قضى ومن الذي اعطاه دهره الرضا ، أو ساعده بمطالبه صرف القضاء فمات رحمهالله بحسرته ، وانتقل الى الآخرة بغصته ، والله يتولاّه وإيانا برحمته بمنه وكرامته ». (١)
أقول : ولقد نظم لقاء اسماعيل الهرقلي بالامام عجل الله تعالى فرجه الشريف الشيخ محمد السماوي رحمهالله في ارجوزته ( وشائح السراء في شأن سامراء فأحببت إيرادها هنا قال :
وذكر الوزير فخر الامة |
|
فيما أفاده بكشف الغمة |
بأنّ اسماعيل بن الحسن |
|
الهرقلي نسبة للوطن |
قد آلمته توثة تقيح |
|
في رجله فليس يستريح |
واُشغلته عن مجاري العادة |
|
في الصوم والصلاة والعبادة |
فجاء للرضي (٢) يشكو العله |
|
إذ لم يفد شيئاً طبيب الحله |
فأصعد الشاكي الى بغداد |
|
مستحضراً اطبة البلاد |
__________________
١ ـ انظر : كشف الغمة / علي بن عيسى الاربلي رحمهالله ، ج ٢ ، ص ٤٩٣ ـ ٤٩٧.
٢ ـ هو السيد الرضي علي بن طاووس المتوفى سنة ٦٦٤.