والجواب عن الأوّل : أنَّا نختار أن الإمام لطف لا يقوم
غيره مقامه ، كالمعرفة بالله تعالىٰ ؛ فإنّها لا يقوم غيرها مقامها ، والدليل علىٰ
ماقلناه أنّ العقلاء في سائر البلدان والأزمان يلتجون في دفع المفاسد إلىٰ نصب الرؤساء دون غيره ، ولو كان له بدلٌ لالتجؤوا إليه في وقت من الاوقات أو بلدٍ من البلدان.
وعن الثاني : أنّ وجوه القبح والمفاسد معلومةٌ
محصورةٌ لنا ، وذلك لأنّا مكلّفون باجتنابها ، والتكليف بالشيء من دون العلم به محال ، وإلاّ لزم تكليف ما لايطاق ، ولاشيءَ من تلك المفاسد موجودةٌ في الإمامة.
وفي هذا الجواب نظرٌ : فإنّه إنما يصلح جواباً لمن قال
بوجوبها علىٰ الخلق « كأبي الحسين »
، لا لمن قال بوجوبها على الله تعالىٰ كأصحابنا ، فإنّه إنّما يجب عليه تعالىٰ أن يعرِّفنا المفاسد إذا كانت من أفعالنا أو من لوازم
_______________________