... والمختار عندنا من هذه المذاهب ما
عليه أئمة الزيدية وشيوخ المعتزلة ومحققو الأشعرية هو : أنّ الطريق إلىٰ وجوب الإمامة هو الشرع » .
٢ ـ والزيدية رغم إجلالها الكبير لعقيدة
الامامة ; حتّىٰ لتكاد بعض تصريحات علمائهم الكبار تقارب نوعاً ما ما عليه الإثنا عشرية من القول بـ : « اللطف » كهذا التصريح « لابن حابس »
والذي يعتبره في الأصل قول أئمة الزيدية :
« قلت : الإمامة في الدين ـ عند أئمتنا عليهماالسلام ـ عظيمة الشأن ، شامخة
البنيان ، وبها نظام أمر الأُمّة وحفظ دينها ودنياها ، والحاجة إلىٰ الإمام
في القيام بأمر الرعيّة وتأدية شريعة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
عنه كالحاجة إلىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
في القيام بأمر الأمة وتأدية الشرائع عن الله سبحانه ، فهي إذاً أصلٌ كليّ وعمادٌ قويّ تحفظ به المعارف الإلهية والعلوم الشرعية ، إذ بها أُبِيدَت رسومُ أهل الإلحاد وبها انطمست معالم ذوي العناد وبها اندرست آثار أهل الفساد ، وخليقٌ بما هذا حاله أن يرقىٰ إلىٰ الدرجة العليا ، ويبلغ من
الفضيلة إلى الغاية القصوىٰ ، ويُعدُّ ركناً من أركان دين النبيّ المصطفىٰ ،
وكما أنّ الشيء
_______________________