وكان كتابها « الإعجاز البياني للقرآن » موضع إعجاب الباحثين ، وقد أعطت فيه مجالا رحبا لمجاز القرآن.
٢ ـ الدكتور أحمد مطلوب استاذ في كلية الآداب / جامعة بغداد ، هذا الشاب المتحفّز ، الذي يعتبر من شيوخ الصناعة اليوم ، فقد تعقب في كتبه البلاغية كل أصناف البلاغة القرآنية ، حتى يكاد لا يستشهد في نظرياته التطبيقية وآرائه البيانية ، وتقسيماته للبلاغة العربية إلا بآيات القرآن الكريم باعتباره نصا إلهيا مقدسا من وجه ، وباعتباره كتاب العربية الأكبرمن وجه آخر. عرض للمجاز القرآني وأثبت وقوعه في القرآن وفي اللغة العربية على حد سواء « لأن أية لغة لا يمكن أن تبقى محصورة في ألفاظها الوضعية وأنه لا بد من انتقالها للدلالة على معان جديدة تتطلبها الحياة وتطورها. والمجاز كثير في اللغة العربية ويعد من مفاخرها ، وهو دليل الفصاحة ورأس البلاغة. وفي القرآن الكريم كثير من هذا الفن وإن اختلف الباحثون في ذلك فرأى بعضهم أن كتاب الله كله حقيقة ، وإذا كان معنى الحقيقة الصدق فذلك صحيح ، أما إذا كان معنى المجاز العدول في اللفظ من معنى الى آخر ، فليس الأمر كذلك لأنه جاء الكثير منه في كتاب الله ... وعليه معظم البلاغيين »(١).
بحث الدكتور أحمد مطلوب المجاز في القرآن وفي العربية في أغلب كتبه القيمة ، فاشتملت عليه « مصطلحات بلاغية » و « البلاغة عند السكاكي » و « القزويني وشروح التلخيص » ووقف عنده موقف الناقد البصير والعارض المنصف في « فنون بلاغية » وأعطى لتقسيماته الفنية بعدا إحصائيا مبتكرا على أساس معجمي حديث في « معجم المصطلحات البلاغية وتطورها » ، وكرس جهدا قيما للموضوع في « مناهج بلاغية ».
أخذ الله بيده لإكمال مسيرته البلاغية في ضوء القرآن الكريم. وهكذا نجد في دراسات المحدثين لقطات نادرة من أمثال المجاز القرآني ، يستقطب بعضها البحث المشرق ، ويسترشد بعضها الآخر الاستشهاد
__________________
(١) أحمد مطلوب ، فنون بلاغية : ٨٤ ـ ٨٦.