بذلي صل على محمد وآل محمد ، وافعل بي ما أنت أهله يا أرحم الراحمين (١).
بيان : قال في النهاية فيه « سبحان من تعطف بالعز » أي تردى به العطاف والمعطف الرداء ، وقد تعطف به واعتطف وتعطفه واعتطفه ، وسمى عطافا لوقوعه على عطفي الرجل ، وهما ناحيتا عنقه ، والتعطف في حق الله تعالى مجاز يراد به الاتصاف ، كأن العز شمله شمول الرداء انتهى.
ويحتمل أن يكون من التعطف بمعنى الشفقة يقال تعطف عليه أي أشفق ، و امعنى أشفق على عباده بسبب عزه وغلبته عليهم ، كما أن معنى تكرم أنه أظهر كرمه بسبب ذلك ، والتكرم أيضا التنزه ، وهو أيضا مناسب ، والمن النعمة والكرم علو الذات والجود.
وقال في النهاية في حديث الدعاء : أسألك بمعاقد العز من عرشك أى بالخصال التي استحق بها العرش العز ، وبمواقع انعقادها منه ، وحقيقة معناه بعز عرشك انتهى.
« ومنتهى الرحمة من كتابك » أي أسئلك بحق نهاية رحمتك التي أثبتها في كتابك اللوح أو القرآن ، ويحتمل أن تكون من بيانية « وكلماتك التامات » أي صفاتك الكاملة من العلم والقدرة والارادة وغيرها مما لا يحصى ولا يعلمه إلا أنت أو تقديراتك أو إرادتك التامات التى إذا أردت شيئا تقول له كن فيكون أو أنبيائك و أوصيائهم أو علومك التى في القرآن ، كذا ذكره الوالد ره.
والنائل العطاء كالرفد بالكسر « وارفعها لي في عليين » أي أثبتها لي هناك مع عمل الابرار كما قال سبحانه « كلا إن كتاب الايرار لفى عليين » (٢) وقال الجوهرى نفحه بشئ أي أعطاه ، يقال : لا تزال لفلان نفحات من المعروف ، وقال أحسبني الشئ أي كفاني ، أحسبته وحسبته بالتشديد أي أعطيته ما يرضيه ، وتقول أعطى فأحسب أي أكثر.
____________________
(١) جمال الاسبوع :
(٢) المطففين ص ١٨.