فَذَكَرُوا ، وَحَدَّثَتْهُمْ فَصَدَّقُوا ، وَوَعَظَتْهُمْ فَاتَّعَظُوا مِنْها الغِيَرَ والعِبَرَ ( بِالغَيرِ والعِبَرِ ) / ٣٦٨٩.
٩٤ ـ إنَّ الدُّنيا مُنْتَهى بَصَرِ الأعْمى لايُبْصِرُ مِمّا وَرائَها شَيْئاً ، والبَصيرُ يَنْفُذُها بَصَرُهُ ، وَيَعْلَمُ أنَّ الدّارَ وَرائَها ، فَالبَصيرُ مِنْها شاخِصٌ ، وَالأعْمى إلَيْها شاخِصٌ ، وَالبَصيرُ مِنْها مُتَزَوِّدٌ ، والأعمى لَها مُتَزَوِّدٌ / ٣٦٩٠.
٩٥ ـ إنَّ للدُّنيا رِجالاً لَدَيْهِم كُنُوزٌ مَذْخُورَةٌ ، مَذْمُومَةٌ عِنْدَكُمْ مَدْحُورَةٌ ، يُكْشَفُ بِهِمْ الدينُ ، كَكَشْفِ أحَدِكُمْ رَأسَ قِدْرِهِ ، يَلُوزُونَ كالجَرادِ ، فَيُهْلِكُونَ جَبابِرَةَ البِلادِ / ٣٦٩١.
٩٦ ـ إنَّ الدُّنيا وَالآخِرَةَ عَدُوّانِ مُتَفاوِتانِ ، وَسَبيلانِ مُخْتَلِفانِ ، فَمَنْ أحَبَّ الدُّنيا وَتَوالاها أبْغضَ الآخِرَةَ وَعاداها ، وَهُما بِمَنْزِلَةِ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ وَماش بيْنَهُما ، فَكُلَّما قَرُبَ مِنْ واحِد بَعُدَ مِنَ الآخَرِ ، وَهُما بَعْدُ ضَرَّتانِ / ٣٦٩٢.
٩٧ ـ إنَّ الدُّنيا لَمِشْغَلَةٌ عَنِ الآخِرَةِ ، لَمْ يُصِبْ صاحِبُها مِنْها سَبَباً ( سَيْباً ) ، إلاّ فَتَحَتْ عَلَيْهِ حِرْصاً عَلَيْها وَلَهَجاً بِها / ٣٦٩٥.
٩٨ ـ إنَّ اللّهَ تعالى جَعَلَ الدُّنيا لِما بَعْدَها ، وَابْتَلى فيها أهْلَها لِيََعْلَمَ أيُّهُمْ أحْسَنُ عَمَلاً ، وَلَسْنا لِلدُّنيا خُلِقْنا ، وَلا بِالسَّعيِ لَها اُمِرْنا ، وَإنَّما وُضِعْنا فيها لِنُبْتَلى بِها ، وَنَعْمَلَ فيها لِما بَعْدَها / ٣٦٩٦.
٩٩ ـ إنَّ الدُّنيا دارٌ مُنِيَ لَها ( مِنْهالُها ) الفَناءُ ، وَلأهْلِها مِنْها الجَلاءُ ، وَهِيَ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ ، قَدْ عَجِلَتْ لِلْطّالِبِ ، وَالتَبَسَتْ بِقَلْبِ النَّاظِرِ ، فَارْتَحِلُوا عَنْها بِأحْسَنِ ما يَحْضَرُكُمُ مِنَ الزَّادِ ، وَلا تَسْألُوا فيها إلاّ الكَفافَ ، وَلا تَطْلُبُوا مِنْها أكْثَرَ مِنَ البَلاغِ / ٣٦٩٧.
١٠٠ ـ إنَّ الدُّنيا لَمْ تُخْلَقْ لَكُمْ دارَ مَقام ، وَلا مَحَلَّ قَرار ، وَإنَّما جُعِلَتْ لَكُمْ مَجازاً لِتَزَوَّدُوا مِنْها الأعمالَ الصّالِحَةَ لِدارِ القَرارِ ، فَكُونُوا مِنْها على أوْفاز ، وَلا تَخْدَعَنَّكُمْ مِنها العاجِلَةُ ، وَلا تَغُرَّنَّكُمْ فيها الفِتْنَةُ / ٣٦٩٩.